نعم، كل بني هاشم لا يأكلون الصدقة، وقد ورد في الحديث أن الْحَسَنَ بن عَلِي: أَخَذ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «كخ كخ ارم بها، أَمَا عَلِمْتَ أَنّا لا نأكل الصَّدَقَةَ» [رواه البخاري (1491) ومسلم (1079) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-].
فالصدقة لا تحل لبني هاشم كلهم، لكن لهم نصيب في الفيء خاص يميزهم؛ ولهذا قال بعض أهل العلم -وربما يكون قولًا صحيحًا-: إذا منعوا من الفيء فلهم أن يأخذوا من الصدقة إذا كانوا محتاجين، يعني: ما دام الفيء المخصص لهم يعوضهم عن الصدقة ويكفيهم عن الصدقة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- طبعًا أعلى مرتبة، وكذلك أيضًا بنو هاشم كرامة لهم من إكرام النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو لقربهم من النبي -صلى الله عليه وسلم- صارت لهم هذه المنزلة العالية؛ ولهذا على كل حال على المسلم أن يحب النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا فرض، وعليه أيضًا أن يحب كل أقارب المؤمنين، يحبهم من أجل النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب أقاربه رجالًا ونساء، ما داموا مسلمين، يجب أن يحبهم ويثني عليهم، ويتقرب إلى الله بمحبتهم؛ لأنهم من قرابة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- حقه على أمته كبير جدًّا، فليس على هذه الأمة حق كبير غير حق الله -عز وجل- ثم حق المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وهو أكبر الحقوق بعد حق الله -عز وجل-.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟