الحجر الأسود كان في البداية أبيض، فقد جاءت أحاديث عن النبي -عليه الصلاة والسلام- تدل على أنه كان أبيض من الثلج، وفي بعضها: «أنه أبيض من اللبن»، وفي بعضها: «أنه أبيض من البلور، وأنه سودته خطايا بني آدم» أو كما في الحديث.
وهو أيضًا من الجنة كما جاء في بعض الأحاديث؛ ولهذا لا يُقَّبل غيره، وليس على وجه الأرض حجر أو جماد يقبل غير الحجر الأسود حتى الركن اليماني يستلم ولا يقبل كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- باليد فقط وذلك كله اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ولهذا لما أن معاوية -رضي الله عنه- استلم الركن العراقي والركن الشامي، قال له من هو أفقه الصحابة ابن عباس -رضي الله عنهما-: «لم تستلم هذين الركنين ولم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يستلمهما؟» فقال معاوية -رضي الله عنه-: «ليس من البيت شيء مهجور» فقال ابن عباس: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]، فقال معاوية: «صدقت» [رواه الطبراني في الأوسط (3/17)].
يعني: لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يستلم إلا الحجر الأسود ويقبله، وكذلك يستلم الركن اليماني، وأهل العلم يقولون: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- استلم الحجر الأسود وقبله، واستلم الركن اليماني ولم يستلم الركنين الشامي والعراقي؛ لأنهما ليسا على قواعد إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وهذا هو السبب في كونه لم يستلمهما عليه الصلاة والسلام.
[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (8 / 16-17)].
هل انتفعت بهذه الإجابة؟