الذنوب والسيئات لا تضاعف كما جاء في النصوص الكثيرة: «الْحَسَنَةُ بعَشْرِ أَمْثَالِهَا إلى سبعمائة ضعْفِ وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا إِلا أَنْ يَتَجَاوَزَ الله عنها» [رواه البخاري (41)]، لكن السيئة بمكة عظيمة؛ لأن معصية الله في حرمه ومعصية الله بجوار بيته، ومهبط وحيه، ومشع نوره تدل على قسوة القلب، وعلى جرأة العبد على الله -عز وجل-فحينئذ تكون سيئاته كبارًا أكبر من السيئة العادية التي هي في مكان آخر، ولهذا قال الله -عز وجل- في حق الإساءة في الحرم: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِالْحَادِ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج : ٢٥]، ولم يرد مثل هذا في غير الحرم يعني: أن مجرد الهم، أو مجرد الارادة دون الفعل لا تصل إلى هذا الحد في غير مكة، فبقدر ما لمكة من المكانة والفضيلة وأن الحسنات تضاعف فيها ولا سيما الصلاة التي ورد فيها النص.
المهم أن السيئات وإن كانت لا تضاعف أعدادها لكن سيئة مكة كبيرة، ومن وصل إلى حرم الله، ومحل أمنه، وجوار بيته ومهبط وحيه، ومشع نوره، عليه أن يراقب الله -عز وجل- وأن يستشعر أن لهذا المكان من الحرمة والقدسية والإجلال والتعظيم ما ليس لغيره.
[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (8 /363)].
هل انتفعت بهذه الإجابة؟