نزل منها سائل لا تعرف ما هو بسبب المداعبة في نهار رمضان، فماذا عليها؟

أولًا هذا خطأ، وهذا العمل لا يجوز، ولا يحل للزوجين لكل واحد منهما أن يدنو من الثاني ما دام أنهما في سن الشباب، وما دام أنهما لا يستطيعان منع نفسيهما من شيء يتسبب ويترتب عليه مثل هذا الواقع، فهذا لا يجوز وهما اقترفا بذلك إثمًا. 

والأمر الثاني: أنه ما دام نزل سائل بشهوة، فهذا هو المني، وهو أيضًا يفطر، وكذلك الزوج إذا كان مثلها،  فقد أثم إذا خرج منه مثل ما خرج من زوجته، فهو آثم وعلى كل منهما أن يصوم يومًا بدله وعلى كل منهما أن يستغفر الله، ويعلم علمًا تامًا أنه قد أساء وظلم نفسه، ولا يعود لمثل ذلك، هذا هو الواجب على كل واحد مثل المرأة السائلة هذه ونحوها وغيرها، فلا ينبغي للشباب والناس الذين يعرفون أوضاعهم وهم صيام أن الواحد يدنو من الآخر، وحتى لو طلب الرجل زوجته في النهار عليها أن تبتعد عنه ما دام أنها متلبسة بعبادة، والعبادة هذه تفسدها المداعبة أو الملاعبة، فعليها أن تبعده و «لا طَاعَةَ لِمَخْلُوقِ فِي معصية الْخَالِقِ»، وإذا اجتمع الرجل والمرأة في مكان واحد، وهم شباب، وهم صيام أو في لحاف واحد، فلا يؤمن أن يقع بينهما شيء، وحينئذ لها أحكام الغايات، فحينئذ تكون هذه الوسيلة ممنوعة ومحرمة، فلا يجوز هذا الشيء.