الأربعاء 19 رمضان 1446 هـ

تاريخ النشر : 17-10-2024

مشروعية وضع المحاريب والأهلة على مآذن المساجد

الجواب

وجود المحاريب في قبلة المسلمين والمآذن على المساجد، كهذه عملت بعد عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعضها في عهد عثمان -رضي الله عنه- وبعضها بعد ذلك، وجعلت المحاريب والمآذن للحاجة إليها، والعلماء أفتوا – من السلف والأئمة- بجواز وضع المحاريب؛ لتدل الداخل للمسجد على القبلة، كذلك وضع المناير ليكون أبلغ –لما كثر الناس- في إيصال صوت الأذان عليهم، وأما وضع الأهلة على المساجد، فسبق أن أجبنا –في مرة كما أذكر، أو إن كان كما أذكر بتفصيل- تاريخ مجيء الأهلة على مناير المساجد، وأنها إنما جاءت في العصور المتأخرة، وهذا ظاهرة في العهد العثماني، وأما قبل ذلك، فكانت تميز المناير بشيء يوضع عليها، تارة يوضع عليها نخلة، يعني: جسم نخلة، يعني: جسم نخلة صغير، تارة سفينة، وربما وضع أشياء أخر بحسب رغبة الواضع؛ ليميز مسجده بذلك، وهذا مشى دون نكير؛ لأنه للتمييز، وهو موجود إلى الآن في بعض المساجد القديمة في مصر والشام وفي غيرها.

وأما الأهلة، فإنها –كما ذكرنا- جاءت متأخرة، والغرض منها أن تكون مميزة للمساجد عن غيرها، وهذا التمييز لأجل أنه اشتبهت بعض المناير أو المساجد ببعض البنايات أو المساكن العالية، وربما اشتبهت ببعض مناير النصارى لكنائسهم، وميز المسلمون هذه من هذه بوضع الهلال، وكأنهم اختاروا الهلال؛ لأجل أن وضع الهلال له صلة ببعض الأحكام الشرعية: كالصيام، والحج، ونحوها، فاختاروه لصلته ببعض الأحكام، ثم مشى تمييزًا للمسلمين بين أهل الهلال، وهم المسلمون، وبين أهل الصليب، ولكن ليس وضع الهلال تعظيمًا له، وإنما هو علامة فقط وضعت على المساجد، ثم سار حتى صار علامة للمسلم، فقالوا: الهلال الأحمر مقابل الصليب الأحمر في الإسعاف والإغاثة، وجعلوا في بعض الأعلام الهلال، كما في بعض أعلام الدول النصرانية الصليب، وأشباه ذلك، فصار علامة، وكون الهلال علامة ليس فيه ما يرده؛ لأن جعله علامة ليس لغرض التعبد، وإنما لغرض التمييز، والتمييز لا ممنوع منه. [شرح مسائل الجاهلية].

المصدر:

[الأجوبة والبحوث والمدارسات للشيخ صالح آل الشيخ (3 /144)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟