الجمعة 26 شوّال 1446 هـ

تاريخ النشر : 21-01-2025

متى يبدأ حول زكاة الأرض المشتراة بالقرض وهل له اقتراض مبلغ الزكاة ؟

الجواب

إذا كانت الأرض مملوكة للسائل وقد ملكها للتجارة، ملكها من أجل أن ‌يَتَّجِر بها، يعني: في أمل أن ترتفع القيمة ثم يبيعها، فهذه تعتبر عرضًا من عروض التجارة، وعليه أن يُقَومها عند الحول بالذي تساويه،  ثم يدفع زكاتها على هذا النمط، مثل ما يقوم -مثلًا- صاحب عروض التجارة، صاحب الإسمنت والحديد والسكر والشاي والقهوة والهيل والأقمشة والسيارات وما إلى ذلك، مثل ما ‌يُقوِّم أهل الأموال أموالهم ويزكونها عند الحول، هذا إذا كانت الأرض اشتراها من أجل أن ‌يَتَّجِر بها، يعني: في أمل أن تزيد ثم يبيعها،  فإذا كان الأمر كذلك فالحكم ما ذكر. 

وإذا كان أنه أخذها إقطاعًا، أو اشتراها من أجل أن يبني عليها بيتًا أو غير ذلك من الأمور، فهذا محل استفصال والواجب عليه يتوقف على معرفة المراد، والذي يظهر أنه اشتراها للتجارة فإذا كان كذلك فقد سبق الجواب. 

والحول يبدأ من حين قضاء الدين قضاء السلفة، حينما أوفى السلفة وبرئت ذمته يبدأ الحول من هنا؛ لأنها صارت ملكًا له، وليس فيها دين لأحد، فإذا حال عليها الحول بعد قضاء الدين فهنا يخرج الزكاة، إذا حال عليها الحول بعد قضاء الدين وكانت قيمتها نصابًا فهنا يخرج زكاتها إذا كانت على الصفة السابقة. 

سؤال: وهل السنوات الماضية لا شيء عليه؛ لأنه لا زال عليه دين؟
الجواب: إذا كان عليه دين فالدين أهم، لابد أن يقضي الدين أولاً،  فإذا قضى الدين فهنا يأتي دور الزكاة، إلَّا إذا كانت الأرض مثلًا تساوي مائتي ألف والدين خمسون ألفًا، فهنا لابد أن يزكي مائة وخمسين ألفًا، يعني: يستبعد الدين ويزكي المبلغ الذي لا دين مقابل له فما يقابل الدين من المال يسقطه أو يستبعده ثم يزكي على الباقي، وهذا -إن شاء الله تعالى- هو أحسن وأعدل أيضًا، أعدل من أن نطالبه أن يزكي ماله كله رغم أنه مطالب بديون كثيرة، فإن هذا قد يكون بالنسبة لمفهومي أنا ونظري أنا عدلًا كاملًا، فالعدل أن تستبعد الديون من أمثال هذا؛ لأن بعض الناس يطالب بملايين وعنده أكثر منها، فإذا جاء وقت التصفية ومعرفة الحساب يستبعد الذي يقابل الديون أو الملايين التي عليه ثم يزكي البقية -إن شاء الله تعالى-. 
‌والمُتَعَيَّن عليه أنه يخرج الزكاة بوقتها؛ لأن الزكاة حق الفقراء، ولأن حق الفقراء يجب بتمام الحول؛ ولأن تأخير هذا الحق لا ينبغي إلا لعذر شرعي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى الزكاة حق الله -عز وجل- والإنسان لا يدري ماذا يحدث له، وعليه أن يخرج من هذا الحق، ولاسيما أن الزكاة ركن من أركان الإسلام، وأنها قرينة الصلاة. 
المصدر:

[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (7 /67-68)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟