ضوابط الرقية الشرعية أن تكون مما جاءت الشريعة
به، مثل الفاتحة، ففاتحة الكتاب تنفع من كلّ داء إذا قرئت على المريض، ودليل هذا:
انطلق نفر من أصحاب النّبيّ -صلى الله
عليه وسلم- في سفرة سافروها، حتّى نزلوا على حيّ من أحياء العرب، فاستضافوهم فأبوا
أن يضيّفوهم، فلدغ سيّد ذلك الحيّ، فسعوا له بكلّ شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو
أتيتم هؤلاء الرّهط الّذين نزلوا، لعلّه أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم، فقالوا: يا
أيّها الرّهط إنّ سيّدنا لدغ، وسعينا له بكلّ شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟
فقال بعضهم: نعم، والله إنّي
لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيّفونا، فما أنا براق لكم حتّى تجعلوا لنا جعلا،
فصالحوهم على قطيع من الغنم. فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: الحمد لله ربّ العالمين، فكأنّما
نشط من عقال. يعني كأنه بعير حلّ عقاله وانطلقت رجله أو يده فقام بريئا.
قال: فأوفوهم جعلهم الّذي
صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا، فقال الّذي رقى: لا تفعلوا حتّى نأتي النّبيّ -صلى
الله عليه وسلم- فنذكر له الّذي كان، فننظر ما يأمرنا.
فقدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكروا له، فقال: «وما يدريك أنّها رقية»، ثمّ قال: «قد أصبتم اقسموا، واضربوا لي معكم سهما». اللهم صل وسلم عليه، فانظر كيف التعليم وكيف الإقناع.
اطلع أيضًا على : حكم الصلاة في المواصلات
[دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للشيخ ابن
عثيمين (14 / 576)]
هل انتفعت بهذه الإجابة؟