الأصل في المعتكف أنه اعتكف لينقطع عن الخلائق
للتفرغ لخدمة الخالق، والاتصال بالخالق -جل وعلا-. فالمعتكف ترك كل شيء وراء ظهره؛
ليقبل على ربه، ويكون ذاكراً، وتالياً للقرآن وحامداً، ومعرضاً عن الناس، وغفلتهم
وخوضهم في دنياهم. فالاعتكاف تفرغ الإنسان للعبادة، وأفضله ما كان في العشر
الأواخر من رمضان؛ لأنها أيام وليال مباركة، يتفرغ فيها العبد لله -عز وجل-، ولا
ينبغي أن يكون الإنسان معتكفاً، ويتشاغل بشيء من أمور الدنيا، فمثلاً لا يخرج إلى
هنا أو هناك إلا لأمر لابد منه كأكل لا يتأتى لـه في المسجد، ولقضاء حاجة، أو غسل،
أو وضوء، أو أي شيء ضروري لا يتأتى له في المسجد، وأن يكون منفرداً ويكون مقبلاً
عـلـى ذكر الله - عـز وجل، وتلاوة كتاب الله -عز وجل-، ويسأل الله من واسع فضله
وكرمه، هذا الذي ينبغي من المعتكف فالإنسان لا يدري فربما تكون أيام اعتكافه هذه
هي آخر أيامه من الدنيا.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟