الجمعة 26 شوّال 1446 هـ

تاريخ النشر : 17-12-2024

ما المقصود بكثرة السؤال ؟

الجواب

أنا فصلت فيه، كثرة السؤال ينقسم إلى قسمين: فمنه ما هو مكروه، ومنه ما هو محرم؛ أما كثرة السؤال المحرم الذي هو السؤال في التكثر من الدنيا، أو كثرة السؤال عن المسائل التي لم ينزل فيها شيء، كما في حديث عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ أعظم المسلمين جرمًا من سأل عن شيء لم يحرم، فحرم من أجله مسألته» [رواه البخاري (7290)] فهذا من المسائل الشرعية، يعني: يسأل، يسأل، يسأل، والله -عز وجل- يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [المائدة: 101]، والصحابة -رضي الله عنهم- كانت أسئلتهم قليلة، لذلك كانوا يفرحون بالرجل يأتي من البوادي ليسأل.

أما سؤال الإنسان إذا حل به شيء، فإنه يباح له أن يسأل بقدر حاجته؛ كما جاء في حديث قبيصة بن مخارق الهلالي -رضي الله عنه- قال: «تحملت حمالة، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسأله فيها. فقال: أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها. قال: ثم قال: يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة، رجل تحمل حمالة، فحلت له المسألة، حتى يصيبها ثم  يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله، فحلت له المسألة، حتى يصيب قوامًا من عيش، أو قال: سدادًا من عيش، ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجا من قومه، لقد أصابت فلانًا فاقة فحلت له المسألة، حتى يصيب قوامًا من عيش، أو قال: سدادا من عيش، فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحتًا يأكلها صاحبها سحتًا» [رواه مسلم (1044)]، والمسألة لا تحل، واحد به حاجة ملحة يسأل، يسأل في قضاء دين، يسأل وهو فقير، أو مسكين لا يجد ما يكفيه، هذا يحل بقدر، لكن كثرة السؤال وكثرة الطلب هذا يدل على قلة الإيمان؛ ولهذا جاء في السنة أيضًا عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم» [رواه البخاري (1474)] [تعليقات على صحيح البخاري].

المصدر:

[الأجوبة والبحوث والمدارسات للشيخ صالح آل الشيخ (4 /224)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟