الخميس 21 محرّم 1447 هـ

تاريخ النشر : 05-11-2024

ما القول الراجح في ليلة القدر؟

الجواب

الأفضل للمسلم أن يتحرى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وأن يجتهد في العبادة في هذه الليالي التسع التي غالبًا ما تكون تسعًا، وهذه الليالي العشر هي أيام الدنيا بالليل أفضل ليالي السنة، وعلى العبد أن يجتهد فيها بقدر ما يستطيعه ما بين تلاوة كتاب الله –عز وجل-، وما بين صلاة، وذكر لله –عز وجل- واستغفار وتوبة، واستعراض لحالته وما فعله وما قدمه، وتوبة إلى الله –عز وجل- في هذه الليالي كلها؛ لأن ليلة القدر يمكن أن  تكون في الحادي والعشرين، أو في الثالث والعشرين، أو في الخامس والعشرين، أو في السابع والعشرين، أو في التاسع والعشرين؛ لأنه أرجى ما تكون في الأوتار إلا أن ليلة سبع وعشرين هي أرجاها وهي آكدها، والعلم عند الله سبحانه –جل وعلا- وإنما أخفيت لنجتهد في هذه الأيام المباركة التي هي قليلة، وليس علينا مشقة ولا كلفة إذا اجتهدنا وبذلنا أكثر ما نستطيعه من الجهد أو من الوسع فيما يعود لصالحنا، ونحن دائمًا في أمور الدنيا نكد ونجتهد ولا نسأم ولا نمل بينما في عمل الآخرة  يتطاول الإنسان الليالي، أو يتطاول الساعات والأيام في حين أن هذا في صالحه، وهو الذي سيجده أمامه، وهو الذي سيرتحل من الدنيا، وإلا فالكل طيلة حياته يكد ليلًا ونهارًا، وسرًا وجهارًا، ويفكر ويقدر، وربما وهو في صلاته يفكر في أمور دنياه، ويستكثر أن يفرغ نفسه في مثل هذه الليالي المباركة التي هي مظنة الخير، ومظنة نزول الرحمة والبركة، وقبول الدعوات، وغفر السيئات، والعتق من النار، والفوز بدار الأبرار، وهكذا.

والواجب أن الإنسان يغتنم الفرصة بقدر إمكانه، ويبذل جهده ويحاول، وحتى لو لم يذكر الله إلا وهو مضطجع، أو وهو جالس، لو لم يفعل شيئًا إلا أن يستغفر الله، ويستعرض ذنوبه، وسجله في هذه الحياة، ويعرف أنه أخطأ وأساء، وأسرف على نفسه، ويعتذر أمام الله –عز وجل-، فهذا في صالحه تمامًا، والقلوب مثل الملابس تحتاج إلى تنظيف، وتحتاج إلى غسل، وتحتاج إلى ملاحظة، ونحن الآن دائمًا نلاحظ ملابسنا ونغسلها وننظفها بالصابون، وربما بعضنا بأشياء غير هذه، لكن لا نلاحظ القلوب، بينما القلوب في حاجة إلى تنظيف، في حاجة إلى ملاحظة، وإلى أن الإنسان يحاول أن ينظف قلبه من كل الآثام بقدر الإمكان، ومن كل الحسد، والحقد، والإصرار على المعاصي، والتفكير، فيها وما إلى ذلك، نسأل الله التوفيق لكل خير.


المصدر:

[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (7 /213-214)]


هل انتفعت بهذه الإجابة؟