يدعو الإنسان بالشيء الذي هو في حاجة إليه
كثيرًا، فنحن دائمًا في حاجة أن نسأل الله العفو والعافية والمغفرة، نظرًا لكثرة
الذنوب والخطايا منا، ثم الإنسان ربما يكون له حاجة خاصة حاضرة: كعافية من مرض، أو
تفريج كربة من الكرب، أو شفاء مريض، يدعو الله بالحاجة التي هو فيها، حتى إن عمر
بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا انقطع شسع نعله استرجع [أخرجه البيهقي في شعب
الإيمان7/117] فالإنسان يسأل الله كل شيء، وفي الحديث: «إن الله لا يمل حتى تملوا»[أخرجه
البخاري 43، ومسلم 782 من حديث عائشة رضي الله عنها] ولا يغلق على الإنسان باب
الإجابة حتى يقول: سألت وسألت، ودعوت ودعوت، ولم يجب لي، ولهذا قال أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب: ( إنني لا أحمل هم الإجابة ولكنني أحمل هم الدعاء)، فإذا دعوت وفتح
لي باب الدعاء، فقد علمت أنني أجبت؛ لأن الله قال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي
عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة : 186]،
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر : 60]، والله لا يخلف
وعده.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟