أشكر الأخ السائل، وأسأل الله لنا جميعًا دوام التوفيق، ومـا ذكـره مـن ترك الصلاة والعبادة في تلك الفترة شيء في الحقيقة محزن، وله أثر بالغ في حياة الأخ السائل ومن ماثله نسأل الله العافية، إلَّا أن الباب أمام هذا الأخ السائل مفتوح والله الحمد، فأبواب الباري -جل وعلا- واسعة أمام عباده إذا تابوا وأخلصوا ونزعوا عما كانوا عليه من المخالفة والإهمال، والذي يلزم مثل هذا السائل هو أن يصدق الله في توبته، وأن يندم على ما سلف منه.
وأما القضاء فلا يلزمه قضاء؛ لأنه كان في حال يخشى من نتائجها وعواقبها، وهذا ما يدعوه إلى أن يكون خائفًا وجلًا، وصادقًا في إخلاصه، وتوبته، وإنابته، ومكثـراً من التقرب إلى الله -عز وجل- بألوان العبادة وأنواعها، بحيث يمحو ما سلف منه من خطأ عظيم، ربما أنه خرج به من الإسلام هذا هو ما يجب على الإنسان، وكلما كانت الخطيئة كبيرة كان خوف العبد من عقوبتها وإثمها أكبر، وكان عليه أن يكثر من العبادة من صلاة، ونوافل صلاة، وتلاوة لكتاب الله -عز وجل- وصيام نفل، وحج أو عمرة.
إذا كان أيضًا قادرًا فيتصدق، ويكثر من ذكر الله، وأيضًا يعرض عن تعرض الآخرين من المسلمين وما إلى ذلك من الأمور.
المهم كل ما على هذا أن يصلح عمله في المستقبل، وأن يذكر دائمًا أنه أخطأ خطأ فادحًا فاحشًا، وارتكب أمرًا عظيمًا، وأنه لا ينجيه مــن هـذه الخطيئة إلّا أن يصلح عمله تمامًا في المستقبل، وأن يعمل عملًا يثبت حقيقة توبته وإقباله على الله -عز وجل- وندمه وحرصه على إصلاح عمله مستقبلًا فإذا فعل ذلك فإن الله -عز وجل- يقول: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82].
هل انتفعت بهذه الإجابة؟