الأحد 11 شعبان 1446 هـ

تاريخ النشر : 13-01-2025

هل النائب في الحج يرجع كيوم ولدته أمه ؟

الجواب

الأجر المذكور في الحديث: «الْعُمْرَةُ إلى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجِّ الْمَبْرُورُ ليس له جَزَاء إِلا الْجَنَّةُ» [رواه البخاري (1773) ومسلم (139)]، وفي حديث آخر: «من حَجَّ هذا الْبَيْتَ فلم يَرْفُث ولم يَفْسُقْ رَجَعَ كيوم وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» [رواه البخاري (521) ومسلم (1350)]، وفي حديث آخر: «تَابعُوا بين الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كما يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ» [رواه الترمذي (810) والنسائي (2630) وابن ماجه (2887) وأحمد (1/387)]، هذا لمن حج عن نفسه، ولكن الذي يحج عن غيره إذا قصد إبراء ذمة الميت، أو إبراء ذمة العاجز عن الحج، مضافًا إلى ذلك رغبته في مشاركة الحجاج بزيارة البيت الحرام والمشاعر المقدسة، وحضور جمع المسلمين والدعاء معهم، فإن هذا على خير عظيم؛ لأنه جمع بين أجرين: بين الحرص على أداء الواجب عن أخيه، أو إبراء ذمته، وبين رغبته الصادقة فيما بينه وبين الله على زيارة الأماكن المقدسة، وعلى حضور جمع المسلمين والدعاء معهم، فهذا على خير كثير وشأن عظيم. 

والنية لها أثر، فقد تحول النية العادات إلى عبادات، وقد تحول العبادات إلى عادات، فشأن النية عظيم، فبعض الناس ربما يأكل ثم يصير هذا عبادة الله؛ لأنه أكل من أجل أن يتقوى على أداء الواجب المنوط به، ومن أجل أن يستغني عن غيره، ولا يتشوف إلى ما في أيدي الناس، وقد ينام الإنسان مع أهله ويجامع أهله ويكون له أجر: لأنه نوى إعفاف نفسه وإعفاف زوجته، وقد ينام وينوي بنومه إما التقوي على القيام آخر الليل، أو التقوي على عمل مطلوب منه يقوم به في النهار فيكون هذا النوم عبادة. 

وتارة تحول العبادات إلى عادات؛ لأنه يؤدي العبادة صورة دون حقيقة ودون لب ودون حضور قلب، فكأنها عادة وليست عبادة يؤديها، نسأل الله العافية، ولو سألته كم صلى؟ ما عرف كم صلى، ولو سألته كم سبح؟ ما عرف كم سبح، وربما لو سألته ما الذي قرأ من السور؟ ربما لم يعرف، فالنية لها شأن ولها دور وعلى الإنسان أن يحاول أن يستحضر النية وأن تكون عبادته بنية، وأن يحاول أن يكون عمله الله -عز وجل- وإن قل، حتى لو قال: السلام عليكم لأخيه في الطريق وهو يستحضر الاقتداء بالرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- وطاعة المصطفى، وهذا يعتبر عبادة، أما لو كان السلام بدون شيء فهذا خير، لكنه لا يتحصل على أجر الإنسان الذي استحضر أن هذا شرع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهديه، وأنه فعل ذلك اقتداء بالمصطفى صلوات الله وسلامه عليه.

المصدر:

[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (8 /347)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟