صيام هؤلاء صحيح، لكن شهر الصيام في الحقيقة هو شهر عبادة، وليس بشهر نوم، وليس المراد من الصيام أن ينام الناس، أو أن يمضوا طوال اليوم وهم نيام، فإن هذا لا ينبغي وإن كان بعض الناس ليس عنده عمل إلا أن شهر رمضان هو شهر من اثني عشر شهرًا يمر بالعام مرة واحدة، ولا يدري الإنسان هل يمر به رمضان آخر أم لا؟ فإذا جاء رمضان ليجعل الإنسان جزءًا من وقته ليلًا ونهارًا للعبادة: كتلاوة كتاب الله –عز وجل-، وصلوات نوافل، وذكر، ودعاء، ويشغل نفسه بالخير، فذلك أفضل من أن يشغلها بالنوم طوال النهار من حين يصلي الفجر إلى بعد العصر، هذا في الحقيقة لا ينبغي ومن عمل أهل الغفلة وأهل السهو الذين لا يحسبون للزمن حسابًا، ولا يقدرون مثل قيمة هذا الوقت العظيم، وشهر رمضان مطلوب من الإنسان أن يتلو فيه القرآن، وأن يضاعف فيه العبادة، وهكذا، لكن هناك من هو أسوأ من هؤلاء، وهؤلاء على خطر كبير من أن يضيع عملهم سدى إذا كانوا يؤخرون الصلاة عن أوقاتها بدون سبب؛ لأنهم صائمون، ويعرف أحدهم أنه صام لوجه الله –عز وجل- وأنه صام امتثالًا لأمر الله –عز وجل- فإن الذي أمره بالصوم أمره بالصلاة، وأمره أن لا يضيع وقته سدى، وأن لا يضيع عمره سبهللًا {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]، الصلوات لها أوقات إذا صام الإنسان وأخر الصلاة عن وقتها، فإن هذا في الحقيقة ارتكب أمرًا عظيمًا جدًّا، وليس امتثاله لأمر الله –عز وجل- في الصيام كافيًا عن تهاونه وإعراضه عن امتثال أمر الله -عز وجل- في الصلاة بوقتها.
[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (7 /222-223)]
هل انتفعت بهذه الإجابة؟