المرأة الحائض في رمضان وليالي العشر من رمضان هي كغيرها، وأهم شيء ليس هو صورة العمل، أهم شيء أن القلب يُقبل على الله –عز وجل-، وأن يكون الذكر الذي ينطق به مطابقًا للقلب، فإذا ما وصلت المرأة لعذر من الأعذار كحائض، أو نفساء، أقبلت على ربها وتضرعت إليه ورفعت أكف الضراعة والافتقار إلى الله –عز وجل-، ودعت بإخلاص وبإيمان بأن الله يسمع دعوتها، وأنه قادر على إجابتها، فإن هذا كاف تمامًا، والمعول على ما في القلب، والمعول على أن الإنسان يدعو بحضور قلب، ويدعو بإيمان ويعلم أن الله سامع وأنه أيضًا، يعني: أن الله قال وهو صادق: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]، وفي الحديث: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له» [رواه البخاري (1145) ومسلم (758) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].
المقصود أن المرأة الحائض لا تتكاسل بل تضاعف الدعاء، وتدعو الله –عز وجل-، وليكن قلبها حاضرًا، وليكن دعاؤها مُلحًا، وترفع أكف الضراعة إلى الله –عز وجل- ولن تخيب.
[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (7 /207)]
هل انتفعت بهذه الإجابة؟