الأحد 30 جمادى الأولى 1446 هـ

تاريخ النشر : 28-10-2024

فوائد الصيام وحِكم تشريعه

الجواب

للصوم فوائد كثيرة، وحكم لا يستطيع الإنسان حصرها أو عدها، فإن الله –جل وعلا- لم يشرع شيئًا إلَّا لحكمة ولا سيما أركان الإسلام ودعائمه العظام، ولهذا في هذه الآية {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183] لعل هذا الصيام يحملكم ويدفعكم إلى تقوى الله –عز وجل- التي هي جماع الخير؛ لأنها امتثال المأمور، واجتناب المحظور، فإذا وصل الإنسان إلى مرتبة التقوى فقد وصل إلى كل خير إلى ما يسعده في دنياه وآخراه.

فالصيام شرع لأسباب كثيرة منها: أن يكون الصائم على جانب كبير من التقوى، ومن فوائد الصيام أيضًا: أن الإنسان إذا ترك الطعام في وقت من الأوقات خف جسده ونشط، وصفا ذهنه، وصار عنده إقبال على عبادة الله، وتلذذ بالطاعة وتلاوة كتاب الله –عز وجل-.

أيضًا: حينما يمسه الجوع أو يمسه الظمأ وهو من أصحاب الغنى وأصحاب الثروات يدرك أن عددا من إخوانه على هذه الأرض، يقاسمون من آلام الجوع، ومتاعب الإعواز، وأنه إذا كان لم يمسه ذلك فإنه بصيامه هذه الأيام القليلة يدرك ما يحصل في ليال وأيام كثيرة من معاناة إخوانه، فعليه أن يمد يد العون والمساعدة لهم، وعليه أيضاً أن يضاعف شكره لله –عز وجل- أن أنعم عليه، وبسط له في الرزق، وفضله على كثير ممن خلق تفضيلًا.

أيضًا كما تقدم بأنه بانكفاف الإنسان عن كثير من الملذات والمآكل والشهوات تقبل النفس ويقبل العبد على الله –عز وجل-، ولا يكون همه طول نهاره تتبع شهواته وملذاته، ففي الصيام فوائد صحية، وفوائد روحية، وفوائد إنسانية، وفوائد خيرية لبني البشر، ولا يستطيع الإنسان أن يحصر أو يعدد فضائل الصيام والله –جل وعلا- قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183] والمتقي تتوفر له جميع هذه الأمور أو أكثرها؛ لأن التقوى هي جماع الخير كما تقدم.

المصدر:

[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (7 /195-196)]


هل انتفعت بهذه الإجابة؟