أليس شرك أهل هذا العصر أعظم من شرك المشركين الأولين؛ لأنهم يعتقدون فيها أنها تنفع وتضر بذاتها؟
لا شك أن طائفة من أهل هذا العصر زادوا على المشركين -مشركي الجاهلية- بأشياء، كما ذكر ذلك الشيخ محمد رحمه الله في القواعد الأربع في آخرها في القاعدة الرابعة: أن مشركي زماننا أعظم شركاً من المشركين الأولين؛ لأن الأولين؛ يشركون بالله عزوجل في الرخاء، أما في الضراء إذا أصابتهم الشدة توجهوا إلى الله وحده؛ كما قال الله عز وجل: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت : 65]، وقال الله عز وجل في آية سورة يونس: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [يونس : 22 - 23]، وشرك المشركين الأولين يشركون في الرخاء، أما في الضراء فيلتجئ لله وحده، وأما أهل هذا الزمان فإنهم يشركون بغير الله في السراء والضراء. [شرح كشف الشبهات].
[الأجوبة والبحوث والمدارسات للشيخ صالح آل الشيخ (1/55)].
هل انتفعت بهذه الإجابة؟