الخميس 08 شعبان 1446 هـ

تاريخ النشر : 24-10-2024

حكم بغض ومعاداة الملتزمين

الجواب

الذي يبغض الملتزمين ودعاةَ الحق من أجل قيامهم بشريعة الله أو دعائهم إلى الحق فهذا يُخشى أن يكون كالذين قال الله فيهم: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ﴾ [التوبة:65] ويكون كارهًا لشريعة الله.
وأما الذي يكره الشخص لنفسه، لا لأنه ملتزم، فهذا لا يدخل في الآية.
فإن قال قائل: ما الفرق؟! قلنا: الفرق عظيم؛ لأن مَن كَرِهَه لالتزامه فقد كَرِهَه لدينه، ومَن كَرِهَه كراهةً شخصية فليس لدينه.
وأنا أضرب لكم مثالاً: بعض الناس إذا رأى الشاب قد رفع ثوبه إلى نصف الساق كَرِهَه؛ لكن لو رأى أحد مشايخنا الكبار قد رفع ثوبه إلى منتصف الساق هل يكره الشيخَ؟! لا.
إذًا كراهتُه للشاب لا لأنه ملتزم! فبعض الناس يكره هذا الشخص إذا رآه ملتزمًا ولا يكره مثله إذا كان له قيمته في المجتمع.
وهذه المسألة دقيقة جدًّا جدًّا.
فيجب أن نقول لهذا الرجل: هل كرهتَه لكراهتِكَ ما قام به من السنة، أو أنها كراهة شخصية؟ إذا قال الأولى.
قلنا: هذه كراهةٌ لما أنزل الله، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ [محمد:9].
وإذا قال: سواء فعل هذا أو لم يفعل هذا فأنا أكره هذا الرجل، أو أظن أنه متزمِّت فأكرهُه لتزمُّتِه.
قلنا: هذه الكراهة لا يكفُر صاحبها، ولا يكون كالأول. والحمد لله رب العالمين. 

المصدر:

[الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم (67)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟