الأحد 23 رمضان 1446 هـ

تاريخ النشر : 16-02-2025

خرجوا من منى يوم الثاني عشر قبل الزوال ووكلوا من يرمي عنهم الجمار فهل عليهم شيء ؟

الجواب

هذه من الأخطاء التي تحصل من بعض الحجاج يتلاعب بهم الشيطان إلى هذه الدرجة يرمون الجمرات في اليوم الأول من الساعة العاشرة قبل الزوال، وهذا لا يجوز، إذ الرمي لا يجوز إلَّا من الزوال، فما بعد، وهذا هو المعروف من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- والنبي -صلى الله عليه وسلم- هو المشرع -صلوات الله وسلامه عليه- وهو لم يحج إلا مرة واحدة، ومع ذلك لم يرم إلا بعد الزوال مع قوله:  «لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُ بَعْدَ حَجَّتي هذه» [رواه مسلم (1297) من حديث جابر -رضي الله عنه-]، فهو لم يرم إلا بعد الزوال في أيام التشريق الثلاثة،  ثم كونه لم يرم إلا بعد الزوال قال في مناسبات متعددة: «لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ»، فمعناه أن الرمي بعد الزوال اقتداء بفعله وأمره،  فالرمي لم يتم في ذلك اليوم، ثم أيضًا التوكيل الذي فعلوه لا يجوز؛ لأنهم وكلوا من غير عذر، وليس هناك مسوغ لهذا التوكيل إلَّا العجلة، والحج له وقته وزمنه ولا بد أن يستكمل، ثم أيضًا لم يبيتوا في أيام منى على كلامه، ثم أيضًا طواف الوداع لا يكون إلَّا بعد الفراغ من الرمي، أي: لا يكون إلا بعد الظهر أو في آخر نهار اليوم الثاني من أيام التشريق؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثبت عنه أنه قال: «لا ينفرن أَحَدٌ حَتى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بالبيت» [رواه مسلم (1327) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-]، وهذا ليس آخر عهده بالبيت، هذا إنسان لم يرم بعد، ولم يفرغ من أعمال الحج، اليوم الأول رماه قبل الزوال، واليوم الثاني لم ينتظر، وسافر في اليوم الأول من أيام التشريق على كلامه، ولم يأت رمي الجمار في اليوم الثاني إلَّا بعد الزوال، وبعد الظهر، فعلى هذا عدة أشياء وأخطأ خطأ بينًا وعليه دم لرمي الجمار وعليه دم لطواف الوداع، وقد خالف وتعجل، وعليه أن يتوب ويستغفر الله -عز وجل- وهذه كلها خداع من الشيطان، يتلاعب بالإنسان إذا جاء وتلبس بعبادة: بحج أو عمرة، أو بصيام ولعب عليه وبقي مع أهله، ثم قال: ما الكفارة؟ وهكذا، إذا ما الإنسان حاول أن يعمل خيرًا، ودخل في عبادة دخل عليه الشيطان من جانب آخر حتى يفسد هذه العبادة عليه، أو ينقص من ثوابه وأجرها، نسأل الله العافية، هذه أخطاء ينبغي أن لا تتكرر وأن لا يفعلها الناس، والمفتون والموجهون في منى وفي جميع أجزاء مكة يفتون، ولهم مخيمات، فما هناك أمر عسير على الناس، وموجود هواتف في إمكان الإنسان أن يسأل، وكل شيء موجود.

المصدر:

[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (8 /256)]


هل انتفعت بهذه الإجابة؟