قال الله –جل شأنه-: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران : 97]، ومعلوم أن قول: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، كلام عام من كلام الرحمن –جل وعلا-، فلا يكون الإنسان مستطيعًا إلا إذا استطاع ببدنه، واستطاع بماله، واستطاع بكل ما يلزم تمامًا، كأمن الطريق، ومن النفقة، غير ذلك، معنى ذلك أنه لا يكون مستطيعًا إلا إذا توفرت له هذه الأشياء كلها، فإذا استطاع بكل الأشياء مثلًا وجب عليه السير بنفسه والحج، وإن لم يتوفر عنده المال وعجز ببدنه، وعجزه دائم، فهو معذور؛ لأن الله قال: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، وهذا لم يستطع لا بماله ولا ببدنه فعليه أن ينيب عنه، وإذا لم يستطع لا بماله ولا ببدنه فلا شيء عليه لقول الله –جل وعلا-: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}.
[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (8 /23)]
هل انتفعت بهذه الإجابة؟