الإثنين 19 شعبان 1446 هـ

تاريخ النشر : 07-01-2025

حكم من أفطر شهر رمضان بسبب مشقة العمل

الجواب

أشكر الأخ السائل، وأسأل الله لي وله ولجميع إخواني المسلمين التوفيق، وأشكره على ندمه وعلى إحساسه بأنه ارتكب خطأ؛ لأن الأمر كذلك، ولأن المطلوب في مثل هذه الحال أن لا يعمل الإنسان في رمضان، وأن يأخذ أيام رمضان راحة ما دام أن الصيام فرض، وما دام أن الجمع بين العمل والصيام شبه متعذر نظرًا لكون الوقت حارًا، والإنسان لا يُطيق أن يعمل في الشمس أو في الصحراء وهو صائم، ولكن لعل في الإمكان أن يرتاح في رمضان ويحصل له نوع من الراحة بالإضافة إلى أداء الواجب، أو أن يكون العمل بالليل بدلاً من النهار، أو أن يكون العمل في الصباح المبكر كبعد السحور إلى وقت ما تحتر الشمس، وما دام أن الرجل أفطر فإن عليه أن يقضي، والقضاء لا يشترط فيه التتابع إن شاء متتابعة وإن شاء مفرقة وعليه أن يلاحظ عدم تكرر ذلك مستقبلًا، بمعنى أنه إما أن يتفق مع أهل العمل على أن يعمل في وقت لا يؤثر على صيامه بحيث يأخذ إجازة، ولعل أحد عشر شهرًا من الكد والكدح لا تعجز أن تؤمن المعيشة لشهر واحد وابن آدم لا يدري هل يعيش كثيرًا أو يعيش قليلًا، وربما أن الإنسان لا يتوفر له أن يصادف رمضان آخر وهو ليس في حالة عذر، ولا هو مضطر اضطرارًا إلى العمل هذا شيء آخر، لو أتى عليه رمضان آخر قبل أن يصوم وكان عنده عذر من الأعذار ليس عليه غير القضاء، وإذا كان لغير عذر فعليه أن يقضي عن كل يوم يومًا، ويطعم عن كل يوم مسكينًا، وهذا أحوط، والإطعام نصف صاع من البر، أو نصف صاع من الأرز، لكل فقير عن كل يوم، يعني: عن الشهر خمسة عشر صاعًا، أو إذا كان الشهر تسعة وعشرين يومًا أربعة عشر صاعًا ونصف صاع، وعدد الفقراء يكون بعدد الأيام، وهذا أفضل بكثير وأحوط، ولا يعطى لفقير عشرة؛ لأنه جاء في القرآن {مَسَاكِينَ}  [المائدة : ٨٩ و ٩٥]، ومساكين في كفارة اليمين عشرة مساكين، وجاء أيضًا في كفارة القتل ستين مسكينًا، فيفهم من ظاهر القرآن وتأدبًا أيضًا مع ظواهر النصوص لا بد من تعدد المساكين، هذا أفضل وأحوط، وفيه شيء من الأخذ بظاهر النص الشرعي. 

المصدر:

[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون 7/416]


هل انتفعت بهذه الإجابة؟