الإثنين 19 شعبان 1446 هـ

تاريخ النشر : 10-11-2024

حكم حج تارك الصلاة

الجواب

الذي لا يصلي فكيف يحج؟ يصلي أولًا ثم يعزم على أنه لا يخل بالصلاة، ويؤدي الصلاة في أوقاتها، ويؤديها كاملة، ويعلم أن الصلاة عمود الإسلام، وأن الذي لا يصلي عمله ضائع لا ينفع، هذا مثلًا يذهب للحج وهو لا يصلي، أو لا يصلي إلا في رمضان، أو لا يصلي إلا بعض الأوقات، هذا تلاعب من الشيطان، الذي لا يصلي لا يحج حتى يصلي أولًا، ويقبل على الصلاة بقلبه وقالبه، ويعرف أن الصلاة عمود الدين، المسألة موضحة الآن، عمود الخيمة إذا سقط لا تنفع الأوتاد، فليتق الله العبد في نفسه، ويقول عمر -رضي الله عنه-: «لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة» [رواه مالك في الموطأ (1/39) وابن أبي شيبة (7/438)، والطبراني في الأوسط (8/130)، والدارقطني (2/52)، والبيهقي (1/357)].

ومن حفظها وحافظ عليها فقد حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، قال الله –عز وجل-: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]، نسأل الله العافية، والله يعلم السر وأخفى من السر، ما دام أن الإنسان يريد أن يحج طاعة لله ومتابعة لرسوله، فلماذا لا يطيع الله ويتبع رسوله في أداء الركن الأعظم للإسلام بعد الشهادتين؟ ولماذا لا يقوم الإنسان بواجبات الإسلام؟ ولماذا لا يتجنب الإنسان المحرمات؟ ولماذا لا يتعامل مع من يعلم يقينًا أنه يعلم السر وأخفى؟ وأن الله لا تخفى عليه خافية؟ ألا إن عليه كرامًا كاتبين يعلمون ما يفعل، {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ* كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار:10- 12]، {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة:7- 8]، {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47]، يغالط الإنسان، حتى يريد أن يغالط إلهه ومعبوده، نسأل الله العافية.

المصدر:

 [ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (8 /31)]


هل انتفعت بهذه الإجابة؟