نبهنا مرارًا أن الشكر عبادة؛ قال عز وجل: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير} [لقمان : 14] {وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152]، ولما أمر الله به؛ فهو عبادة عظيمة من العبادات التي يتقرب إلى الله بها، والعبادات من، والدين الخالص لله عز وجل: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: 3]، فلا يجوز أن يقال لأحد: لك خالص شكري؛ لأن خالص الشكر لله، أو لك خالص تحياتي أو مع خالص تحياتي، أو خالص تقديري هذه كلها لله عز وجل: خالص التحيات والتقدير والقدر والتعظيم، أو خالص الرجاء مثل أن يقول: لك خالص رجائي. هذه عبادة وخالصها لله عز وجل، فلا يجوز أن يقول: وتقبل خالص شكري وتقديري؛ لأن هذا إنما هو لله عز وجل، يقال للبشر: مع عظيم شكري لك، أو جزيل شكري؛ نعم يشكر البشر على ما يقومون به من أنواع الخير؛ وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ»، فالذي لا يشكر الناس لا يشكر الله. [شرح الطحاوية].
هل انتفعت بهذه الإجابة؟