على الأخت السائلة أن تصوم إذا استطاعت، وعليها أن تبادر بقـدر الإمكان ولا تؤخر القضاء، فإنها لا تدري ماذا يحدث لها بعد أن تطمئن على صحتها أو تطمئن أن هذا لا يؤثر على ولدها الرضيع، ولا مانع من أن تصوم مفرقًا يعني تصوم يومًا وتفطر يومًا، وتصوم يومين وتفطر يومين، وهكذا إذا جاء وقت الشتاء وأصبح النهار قصيرًا يكون الصيام سهلاً.
المهم أن ما مضى لا شيء عليها؛ لأنها معذورة، ولأنها كانت حاملاً، ثم أصيبت بنزيف كثير، ثم وضعت الولد وكان ميتًا، وبعد ذلك حملت وخشيت ما خشيت هذا يعتبر عذرًا فلم يكن تقصيرًا بدون سبب؛ لأن للحامل أو المرضع عذرها إذا خشيت على جنينها، أو خشيت على ولدها الرضيع وخشيت على نفسها كل هذه أعذار تخفف عنها مسؤولية المبادرة في الصيام، وعليها إذا آنست القدرة أن تبادر إلى القضاء، ومعلوم أن لها أن تقضي متواصلاً ومفرقًا عن السنتين وتقضي في أيام الشتاء، وسواء تمكنت من صيام الشهرين هذه السنة أو قضت ولو شهرًا والشهر الثاني في العام القادم مع صيامها رمضان المقبل -إن شاء الله- فإنها إذا استطاعت تصوم وتقضي ولا تؤخر، وإذا لم تستطع ورأت أن عليها أو على ولدها ضررًا وكان هذا محققًا فلها أن تؤخر، ولا شيء -إن شاء الله- عليها غير القضاء؛ لأن تأخيرها لعذر.
[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (7 /401)].
هل انتفعت بهذه الإجابة؟