القُبلة في حد ذاتها لا تفطر الصائم؛ لأنها ليست أكلًا ولا شربًا ولا جماعًا، لكن القبلة مظنة تحرك الشهوة، وتحرك الشهوة مظنة نزول شيء -مذي أو مني- من الصائم، فإذا كان الذي يُقبل المرأة تتحرك شهوته، ويُحتمل أن يخرج منه شيء، فلا ينبغي له أن يقبل المرأة، وإذا كان بخلاف ذلك، وكان الإنسان لا تتحرك شهوته وكان مالكًا لإربه، فحينئذ لا بأس بذلك.
لكنني أنصح الشباب أن لا يفعلوا ذلك؛ لأنه مظنة خروج شيء يفسد الصوم، وليس كل إنسان يملك إربه، أو يطمئن أن شهوته لا تتحرك، أو أنه لا يخرج منه مني أو مذي، فإذا خرج منه مني أو مذي والحال ما ذكر فقد أفسد صومه، وقد يقول الإنسان: إنني أعلم أنني أملك إربي، من الجائز أن يصدق هذا في المرّة الأولى، والمرة الثانية، لكن مع تكرار هذا والاستمرار عليه أن يكون سببًا ووسيلة إلى الوقوع في المحظور الثاني، وهو أكبر وأعظم، فعلى الإنسان أن يبتعد عن ذلك.
وإذا كان قد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيء من ذلك، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- أملك الناس لإربه، وهو معصوم من الخطأ أو الزلل.
ونصيحتي لكل إنسان يعرف أن شهوته تتحرك، ونفسه تتوق، أن يبتعد عن كل ما يفسد صومه، والمقصود بالإرب هو الشهوة، وعائشة نفسها -رضي الله عنها- قالت: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُقبِّلُ ويُبَاشِرُ وهو صَائِمٌ وكَانَ أَمْلَكُكُمْ لإربه) [رواه البخاري (1927) ومسلم (1106)].
[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (7 /274)].
هل انتفعت بهذه الإجابة؟