ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن الصحابة -رضي الله عنهم- أنهم كانوا يرمون عن الصبيان، والحكم يدور مع علته، فإذا كان هناك زحام كثير، ومع الزحام أيضاً شدة حر، ولا يستطيع الإنسان أن يرمي في وقت آخر، فهنا كل إنسان يخشى الضرر له أن يستنيب إذا كان ضعيفاً، مثل: المرأة، أو مثل: الشيخ الكبير، أو الذي عنده ضغط، أو سكر، أو عنده خلل في بعض أعضائه، فإذا كان يخشى الضرر خشيةً بينة ظاهرة السبب، ولا يستطيع أن يرمي في وقت آخر فله أن يوكل، مع أن الرمي في الليل أفضل من الإنابة، فلو رمى النساء بالليل، أو كبير السن أو الذي عنده مرض بالليل، كان هذا أفضل وأسلم من أن يستنيب، ومع ذلك فإنه عند الحاجة مثل: الزحام، أو الحر الشديد، مثل: المرأة تخاف أن تسقط، أو تخلع ثيابها التي على رأسها، هذه أمور كلها تجعل من السهل أن توكل من يرمي عنها، والحكم يدور مع علته، فإذا كان في الأمر مشقة، فالمشقة تجلب التيسير، وأما بدون عذر فلا يجوز لأحد أن يوكل، فالإنسان ما دام أنه أحرم بالحج والتزم به فعليه أن يؤدي المناسك كلها بنفسه، ولا يجوز أن يوكل دون سبب.
[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون 8/265]
هل انتفعت بهذه الإجابة؟