قال الله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ
اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}[فاطر: 32] وهم هذه الأمة { فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ
وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ: بِإِذْنِ اللَّهِ
ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} [فاطر:
٣٢]. فضل الله يؤتيه من يشاء، فالذي يتأخر بعد الأذان آثم ظالم لنفسه، والذي
يأتي مع الأذان هذا مقتصد، والذي يأتي من قبل سابق بالخيرات.
وفي الحديث: "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح، فكأنما قرب بدنة، ومن
راح في الساعة الثانية، فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة، فكأنما قرب
كبشًا أقرن" أي: له قرون، وهذا دليل على قوة الكبش، "ومن راح في الساعة
الرابعة، فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة، فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج
الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر"
وليس المقصود بالساعة التي أشار إليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ساعتنا الآن،
وهي ستون دقيقة، وقد اختلف العلماء في هذه الساعة، فمنهم من قال: تبدأ بعد شروق
الشمس، ومنهم من قال بعد صلاة الفجر، ويقدمون الخمس ساعات على هذه الفترة ما بين
شروق الشمس إلى الأذان، إذن تختلف هذه الساعة طولًا وقصرًا باختلاف الفصول، ففي
الشتاء تكون الفترة بين الشروق والأذان قصيرة، وفي الصيف طويلة.
ولا شك أن الذي يتأخر إلى مجيء الإمام قد حرم نفسه خيرًا كثيرًا، لا سيما إذا لم
يكن له شُغل.
وهنا أيضًا مشكلة؛ تجد بعض الناس يأتي ويتقدم، لكن لا يشتغل بالعبادة، فيأتي إليه
أخوه أو صاحبه، ثم يتكلمان، وربما يتكلمون في أعراض الناس والعياذ بالله - في بيت
من بيوت الله، وهذا خطأ، فإذا أتيت فصلِّ، وإذا مللت فاقرأ، وإذا مللت فسبح وهلل
وكبر.
اطلع أيضًا على : حكم البيع بعد نداء الجمعة الثاني
[دروس وفتاوى من
الحرمين الشريفين للشيخ ابن عثيمين (13 /600)]
هل انتفعت بهذه الإجابة؟