السبت 19 رجب 1446 هـ

تاريخ النشر : 26-11-2024

لم يصم شهر رمضان بسبب مشقة عمله في الفرن ، فماذا يلزمه ؟

الجواب

على الأخ السائل أن يصوم هذه الأيام، أو الأشهر التي لم يصمها، ويصومها مفرقة ومجزأة، ويصومها أيضًا في الأوقات المناسبة له، كالأيام الباردة والأيام القصيرة، وهو في الحقيقة مخطئ بعمله هذا؛ لأن الإنسان وإن كان محتاجًا إلى العمل، ومحتاجًا إلى الكسب، إلا أنه أيضًا محتاج إلى عفو الله،  ورحمته ومغفرته، ومحتاج إلى آخرته، ثم شهر رمضان ما هو إلا جزء واحد من اثني عشر جزءًا،  شهر واحد في السنة، ألا يستطيع الإنسان أن يفرغ نفسه كإجازة لكي يتفرغ للعبادة، ولا يزاول العمل الذي يخل بعبادته. 

والعمل ليس هو كل شيء، وليس الكسب كل شيء، ولا يعني ذلك أن الإنسان يبقى كـ (المنبت لا أرضًا قطع، ولا ظهراً أبقي)، فهذا غير معذور، وعليه أن يقضي الأشهر التي تركها وعلى كل إنسان منا أن يدرك لو أنه بقدر ما كان يحتاج في دنياه فهو محتاج أيضًا في آخرته، فهو اليوم مع أهله ومع ذويه يأمر وينهى،  وغدًا يوضع في لحده غريبًا وحيدًا ليس معه إلا عمله، وما قدم من حسنة في تلك الساعة تعدل الدنيا بما فيها عنده؛  لأنه ليس عنده زاد،  وليس عنده نفقة وليس عنده متاع،  وليس عنده مؤنس إلا الحسنات التي قدم، ما قدم من عمل صالح فهو زاده، وهو أنيسه، وهو نوره، وهو المدافع عنه في قبره في وقت غربته ووحدته وبقائه في لحده، هذا الذي ينفعه ولا ينبغي للإنسان أن يستمر ويتهالك إلى مثل هذا الحد. 

المصدر:

[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (7 /385-386)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟