الأربعاء 19 رمضان 1446 هـ

تاريخ النشر : 31-12-2024

حكم استلام الحجر الأسود وتقبيله

الجواب

استلام الحجر الأسود وتقبيله سنة ثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعمر بن الخطاب أمير المؤمنين -رضي الله عنه- الخليفة الراشد قبل الحجر وقال: «إني أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لا تَضُرُّ ولا تَنْفَعُ وَلَوْلا أَني رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يُقبِّلُكَ ما قَبَّلْتُكَ» [رواه البخاري (1597) ومسلم (1270)]. فهذا أمر ثابت في الصحيحين. 

فأولًا: نعرف أن الحجر الأسود أو الكعبة لا تضر ولا تنفع، وإنما الضر والنفع هو من الله -عز وجل-. 

ثانيًا: نعرف مدى قول عمر وهو أن على العبد أن يكون مقتديًا ومتأسيًا ومتابعًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- في جميع أحوال المصطفى -صلوات الله وسلامه عليه- وهذا هو الذي أراده عمر -رضي الله عنه-: قال: (لا يسعني إلَّا أن أعمل كما عمل النبي -صلى الله عليه وسلم-)، وقبَّله فالنبي -صلى الله عليه وسلم- ثبت عنه أنه استلمه، وثبت عنه أنه قبَّله وهذا أمر لا إشكال فيه إطلاقًا، فعلى الإنسان إذا استطاع أن يقبل، أو استطاع أن يستلم يفعل ذلك، وإن لم يستطع يشير إليه إشارة فقط، ولما سئل ابن عمر -رضي الله عنهما- عن تقبيل الحجر، قال: ما تَرَكْتُ اسْتِلامَ هذين الرُّكْنَيْنِ في  شدَّةٍ ولا رَخَاءِ مُنْذُ رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يَستَلِمُهُمَا. [رواه البخاري (1606) ومسلم (1268)]، يعني: اقتد بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وحاول أن تقبل، ولكن أهل العلم قالوا: إن المزاحمة والمعاركة هذا أمر لا ينبغي، ولاسيما للنساء، أو للشيوخ الكبار الضعفاء، فإن المجال هنا مجال عبادة، وخشوع، وطمأنينة، وتقرب إلى الله -عز وجل- وتحر لنزول رحمته، ومغفرة الذنوب، وقبول العمل. 

المصدر:

[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (8 /179)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟