الجوال له آدابه واستعماله؛ لأنه قد يحصل فيه إيذاء، وخاصة في المساجد، والله أمر بالخشوع في الصلاة، وأمر بالقيام قنوتا: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: ۲۳۸]، {قَدْ أَفَلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُون} [المؤمنون: ۱-۲] وإيذاء المسلم بعامة سواء في المسجد، أو في غيره لا ينبغي، كما كان السلف يحذر من رفع الصوت بالكلام؛ لئلا يؤذي جاره، ونحو ذلك، فمن آداب استعمال هذه الأشياء أن تكون على نحو لا يؤذي؛ أما إدخالها في المسجد بوضع هذا الصوت، هذا لا ينبغي؛ لأنه وسيلة إلى عدم الخشوع في الصلاة وإلى إيذاء من في المسجد.
وأما مسائل أنه يوضع على الموسيقى، فهذه الأصوات إذا كان يستلذ بها -يعني: إذا كانت تطرب، فإنها لا تسوغ، ويكون لها حكم المعازف؛ لأن المعازف ليست هي مجرد الصوت الذي فيه رنة، ولكن الصوت الذي يطرب مما يكون بمزمار، أو بطبل، أو نحو ذلك، الذي يكون معه طرب؛ أما إذا كان للتنبيه، ولو كان مشابها ولا يطرب فلا يحصل معه طرب، فلا يدخل في حكم المعازف، مثل: الآن جرس في البيت، أو رنة هاتف، وما شابه ذلك في بعضها.
كما ذكر لي بعض الإخوة أنها تكون رنة على أغنية معروفة، كما ذكر بعضهم، يعني: على عزف أغنية معروفة.
هذا يدخل في المنع؛ لأنه فيه تذكير بما يطرب، وما يدخل ضمن ذلك، والأولى هو تجنب ذلك؛ لأجل ألا يحصل فيه ما يخالف الأولى. [شرح مسائل الجاهلية].
[الأجوبة والبحوث والمدارسات للشيخ صالح آل الشيخ (3/ 142-143)].
هل انتفعت بهذه الإجابة؟