هذه المسألة فيها خلاف بين
العلماء؛ هل يجوز إهداء الأعمال البدنية المحضة للأموات أو لا، كقراءة القرآن.
فمن العلماء من يقول: إنّ
الميت لا ينتفع إلّا بما جاءت به السنّة فقط، وما عداه لا ينتفع به، وعلى هذا فإذا
قرأت القرآن وأهديت ثوابه لأبيك أو أمك فإنه لا ينفعهم، ولكنّ الراجح أنّ جميع الأعمال
الصّالحة تنفع الميت، وما جاء في السّنة فهو ثابت بالسّنّة، وما لم يأت بالسّنة فإنّه
لا فرق بينه وبين ما جاء في السّنّة؛ لأنّه عمل عبادة أهدى ثوابها للميت.
ولكن هل ينتفع الميت بما
يقرؤه القارئ فيما يسمونها أيّام العزاء أو لا ينتفع؟
الجواب:
لا ينتفع، حتّى على القول الراجح؛ لأنّ هذا القارئ إنّما يقرأ بالفلوس، ومن أخذ أجرا
على قراءته -أعني فلوسا- فهذا حظّه من قراءته، وليس في قراءته ثواب، على أنّ أخذ هذه
الفلوس محرّم؛ لأنّ هذه عبادة بدنية خاصّة.
ثمّ إنّي أقول لإخواني الّذين تحملهم العاطفة على أن يعملوا العمل بأمواتهم؛ أقول:
استرشدوا بإرشاد الرّسول -صلى الله عليه وسلم-؛ قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وعلى آله
وسلّم: «إذا مات الإنسان انقطع عمله
إلّا من ثلاثة: إلّا من صدقة جارية» يعني هو يضعها «أو
علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»،
ولم يقل: أو ولد صالح يتعبّد له، أو يعمل له، مع أن سياق الحديث في الأعمال، ومع ذلك
عدل نبينا -صلى الله عليه وسلم- عن العمل إلى الدّعاء، فالدّعاء أفضل.
فألح على الله عزّ وجلّ بالدّعاء أن يغفر لوالديك ولأجدادك وجدّاتك وعماتك وأعمامك، وما أشبه ذلك، فهذا أفضل من أن تتصدّق لهم.
اطلع أيضًا على : اجر الصدقه للميت
[دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للشيخ ابن عثيمين (14 / 555)]
هل انتفعت بهذه الإجابة؟