التقصير المشروع أن يأخذ الإنسان من مجموع شعر رأسه، بمعنى: أنه يستقصي ويحاول ألا يبقي شيء يذكر، ولا يكفي أن يأخذ من بعضه مع إمكان الأخذ منه كله، وبمعنى آخر إذا كان لا يلزمه أن يأخذ من كل شعرة بعينها وهذا –إن شاء الله- هو الصحيح إلا أن عليه أن يأخذ من غالب شعر رأسه، ولا يترك إلا القليل أو النادر، ولا يأخذ من هذا الجانب مرة من الجانب الثاني مرة، يعني: لا يأخذ من الخلف مرة ومن الأمام مرة، ومن اليمين مرة ومن اليسار مرة، وإنما يأخذ من غالب شعر رأسه، ولا يترك الشيء الممكن بقدر الإمكان.
والرسول -صلى الله عليه وسلم- دعا للمحلقين ثلاثًا، وقال: «اللهم اغفر للمحلقين» قالوا: «والمقصرين» قال بعد الثالثة: «وللمقصرين»[رواه البخاري (1728) ومسلم (1302) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه] فدل على أن الحلق أفضل، وفي القرآن: {مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ} [الفتح: 27]، يعني: التقصير يكفي والحلق أفضل دون شك، فالحلق أفضل إلا إذا كان الإنسان في العمرة ويريد أن يؤجل الحلق للحج فهذا شيء حسن أيضًا.
[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (8 /223)]
هل انتفعت بهذه الإجابة؟