الذي على هذا وأمثاله إذا حج أن يؤديها بقدر ما يستطيع تامة وغير منقوصة، ويتجنب أمور الشك والتساهل فيها، والتقصير ينبغي أن يكون من مجموع الشعر، وإذا كان الشعر متفرقًا أو قصيرًا، فليأخذ من غالب الرأس، ولا يأخذه من مكان أو مكانين فقط، هذا هو الشيء الذي ينبغي، ولا ينبغي للإنسان أن يعمل شيئًا ثم يشك فيه، ثم يذهب يسأل ويلتمس من يفتيه، هذا في الحقيقة عمل غير حسن، أرجو أن هذا –إن شاء الله- أدى ما عليه، ولكن أنصح هذا وأمثاله بأن لا يتساهلوا إلى هذا الحد، ويرتجوا ثواب الله –عز وجل-، وأن يشملهم ما جاء في هذا الحديث: «من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» [رواه البخاري (1521)، ومسلم (1350) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه]، «والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» [رواه البخاري (1773)، ومسلم (1349) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه] والناس كلهم –إن شاء الله تعالى- لا يحجون إلا التماسًا لهذا الثواب عند الله –عز وجل-، وأن يكونوا من ضيوف الرحمن، لكن لا يتساهل الإنسان.
إذا ما الإنسان قهر الشيطان، ثم ذهب لزيارة مكة المكرمة إما لحج أو لعمرة، حاول الشيطان أن يدخل عليه التساهل بنسكه، إما يطوف كذا، أو كذا، أو لا يحلق أو لا يقصر، أو لا يرمي في الوقت المحدد، ثم هكذا لا يألو عدو الله جهدًا في أن ينقص عمل الناس، ويحدث فيها خللًا، نسأل الله العافية.
[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (8 /224-225)]
هل انتفعت بهذه الإجابة؟