الأعمال المشروعة في تحري ليلة القدر أو في رمضان كلها معروفة هي الإقبال على الله –عز وجل-، والإكثار من الصلاة، والإكثار من تلاوة القرآن، والإكثار من التسبيح، والتهليل، والتحميد، وتمجيد الله –عز وجل- والإكثار من التضرع، والإقبال على الله، والانكسار بين يديه، ويضيف إلى ذلك صدقة أو خيرًا، أو معروفًا.
المقصود أن الحسنات تضاعف في رمضان أضعافًا كثيرة، وفي العشر الأواخر أكثر مضاعفة، وفيها ليلة سبع وعشرين كذلك أيضًا لها منزلتها، ولها مكانتها عند الله –عز وجل-، فالأعمال التي تفعل في الأوقات الفاضلة معروفة، خشوع وخضوع وانفراد عن الناس، وتضرع بين يدي الله، ومحاولة أن يخشع الإنسان، ويسأل الله بخشوع وقلبه حاضر، ويتضرع ويبكي بين يديه، هذا هو المطلوب في جميع المناسبات الطيبة، مثلًا ليالي رمضان، وليالي العشر الأواخر، وليلة سبع وعشرين آكد منها كلها.
وكذلك أيضًا في يوم الجمعة، أو ليلة الجمعة، ولاسيما عصر يوم الجمعة، وكذلك أيضًا بين الأذان والإقامة، وفي وقت السحر {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 18] وهكذا كل الأوقات الفاضلة، وإذا ذهب الإنسان إلى مكة يدعو بين الركنين، وعند الملتزم، ويدعو على الصفا والمروة، وإذا رمى الجمار واتسع الوقت دعا، ويوم عرفات كذلك، وبمزدلفة كذلك، وهكذا كل الأماكن الفاضلة أو الأزمنة الفاضلة تغتنم، ولهذا كل عمل فاضل أو زمن فاضل ينبغي للعبد أن يغتنم فرصته، ولاسيما آخره فالليل زمن فاضل، آخره أفضل، وعمر الإنسان فاضل، وآخره أفضل، ولهذا قال الله –عز وجل- لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 1 - 3]، كما أشعره وأخبره بأن أجله قد قرب أمره بأن يكثر من الاستغفار والتحميد، وكذلك الصلوات من أجل الأعمال وأطيبها، ومع ذلك بعد الصلاة المصلي يستغفر الله –عز وجل-، ويحمده، ويثني عليه –جل وعلا-، وكذلك أيضًا بعد الفراغ من المناسك الإنسان يذكر الله ويستغفره، {فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 198]، {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ } [البقرة: 200] إلى آخره.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟