المقصود بصدقة السر

معنى صدقة السر كتمها، يعني: أن الإنسان يخفي صدقته، وهذا أبعد عن الرياء، وأنفع للإنسان، وأنفع أيضًا للمعطي؛ ولهذا في الحديث الذي في الصحيح: «سَبْعَةٌ يُظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌ نَشَأَ في عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلِّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابا في اللهِ اجْتَمَعَا عليه وَتَفَرَّقَا عليه، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذاتُ مَنْصِب وَجَمَالٍ، فقال: إني أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حتى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ الله خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ» [رواه البخاري (660) ومسلم (1031) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-]، وبعض أهل العلم يقول: إن صدقة السر أفضل من صدقة العلانية، ومنهم من يقول: إن صدقة العلانية أفضل من صدقة السر، ولعل الأولى: أن يقال: إذا ترتب على صدقة العلانية مصلحة كأن يكون المتصدق أسوة لغيره، وأن يكون بفعله حافزًا للآخرين، فصدقة العلانية هنا أفضل على اعتبار أنه صار قدوة وأسوة لغيره، وأنه فتح الباب أو دفع الناس وشجعهم، وبحول الله مثل هؤلاء يكون الرياء -إن شاء الله- عنهم بعيدًا، وإذا لم يكن هذا متوفرًا، أو لم يكن حاصلًا وموجودًا فصدقة السر لا شك أنها أفضل.