الجمعة 26 شوّال 1446 هـ

تاريخ النشر : 28-07-2024

احكام القصر والجمع لابن عثيمين

الجواب

القصر هو السّنّة في  كلّ سفر، وهذا أمر مجمع عليه، ولكن من العلماء من قال: إنّ القصر واجب، ومنهم من قال: إن القصر سنّة مؤكّدة.
 وأما الجمع فإنّ سببه الحاجة، فإذا احتاج الإنسان إلى جمع بحيث يشق عليه أن يصلّي كلّ صلاة في وقتها جاز له الجمع؛ لأنّه ثبت في صحيح مسلم من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- جمع في المدينة من غير خوف ولا مطر، قيل لابن عبّاس: لم فعل ذلك؟ قال: «أراد ألّا يحرج أمّته» أي ألّا يجعلها في حرج -عليه الصلاة والسلام-.

فمتى كان في ترك الجمع مشقة جاز الجمع، سواء كان الإنسان مسافرا أو كان مقيما ولكنه مريض، أو كان مقيمًا وحدث مطر أو وحْلٍ، فيجمع النّاس بين المغرب والعشاء، وبين الظهر والعصر؛ لأنّه يشق عليهم الذّهاب إلى المسجد مرّتين.
فخلاصة الجواب أنّ القصر ليس له إلّا سبب واحد، وهو السّفر، ولو مرض الإنسان وهو مقيم فإنّه لا يقصر الصّلاة.

أما الجمع فله سبب واحد وهو المشقّة، لكن صوره كثيرة، فقد يشق على الإنسان التفريد من أجل المرض أو من أجل المطر أو من أجل البرد الشديد، أو غير ذلك من الأسباب. فالجمع سببه المشقّة، والقصر سببه السّفر، بل قد نقول: إن السّفر سبب ثان للجمع، وإن الإنسان إذا كان مسافرا جاز له الجمع وإن لم يشقّ عليه التفريد، وهذا هو القول الصحيح؛ أن المسافر ولو كان ماكثا مقيما فإن له أن يجمع، ولكنّ ترك الجمع أفضل إلّا مع وجود المشقّة. 

اطلع أيضًا على:- الصلاة في الطائرة

المصدر:

[دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للشيخ ابن عثيمين ( 14 /32)]


هل انتفعت بهذه الإجابة؟