ليلة سبع وعشرين هي من أفضل ليال العشر، وهي أرجى ليالي العشر لموافقة ليلة القدر، إلَّا أن هذا ليس بالمؤكد تمامًا، يعني لا يوجـد نـص عـن المعصوم -صلى الله عليه وسلم- نص عليه بحيث يكون قطعيًا، لكنها من أرجى ليالي العشر، والعمل فيها فاضل، لكن إذا كان الأمر كما هو الحال في مثل هذه السنين وهذا الزحام، فالإنسان لو اعتمر لا يستطيع أن يطمئن، ولا يستطيع أن يؤدي الواجب كما ينبغي، وبخاصة إذا كان مريضًا، أو كان كبيرًا في السن، أو ضعيف الحال، أو عنده شيء من الحساسية، أو غيره من الأمراض وغيرها، فإن الإنسان لا يستطيع أن يؤدي المطلوب من العبادة مهما كانت العبادة، سواء كانت حجًا، أو عمرة، أو صلاةً، أو صيامًا، أو غيرها، أو أي شيء من العبادات، ويكون فيها حضور قلب ويكون فيها مناجاة لله -عز وجل-، وأن يكون العبد يؤدي العبادة مرتاحًا مثل ما قال الله -عز وجل-: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 2]، من أجل أن يستفيد من عبادته، فأعتقد أن الإنسان لا يستطيع أن يؤدي طوافه، وصلاته، وسعيه بين الصفا والمروة، كما ينبغي.
وعلى أي حال قد يختلف الناس من ناحية النشاط والقوة، ومن ناحية الصحة والمرض، وما إلى ذلك، لكنني أقول لا شك أن ليلة سبع وعشرين هي أرجى الليالي لتحري ليلة القدر، وليس هذا بمؤكد، ولو أردت أن اعتمر ما اعتمرت ليلة سبع وعشرين، بل اعتمرت في أول الشهر، أو في الأوقات التي اعتقد أنه في إمكاني أن أؤدي طوافي، وأؤدي سعي، وأؤدي صلاتي بسهولة، أو براحة بقدر الإمكان من أجل أن يكون هذا أدعى للخشوع، وأدعى لأن يلتجئ الإنسان للدعاء إلى الله -عز وجل- وأدعى لأن يؤدي طاعته وعمله ونسكه براحة، والإنسان أيضًا الله عليه حق، ولنفسه عليها حق، فعليه أن يعطي كل ذي حق حقه، فليس عليه أن يقحم نفسه في الزحام وهو في الجموع الهائلة هذه ربما لا يخرج بسلام منها أقل الأحوال إلا بمرض.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟