شهر رمضان كله موسم خير وعبادة، فهو شهر مبارك «أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار» [رواه ابن خزيمة (3/191) والبيهقي في شعب الإيمان (3/305- 306)] من حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه] وفيه من الخير الشيء الكثير للصائمين والمتصدقين وللتالين لكتاب الله –عز وجل-، والذين يطعمون الصائمين، وأفضل هذا الشهر العظيم العشر الأواخر؛ ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخصها بأعمال زائدة عن العشرين الأول، فكان -عليه الصلاة والسلام- يعتكف فيها، والاعتكاف معناه الانقطاع عن الخلائق حتى يتفرغ المعتكف لعبادة الله –عز وجل-، ويبعد عن الناس في هذه الأيام والليالي المباركة، يخلو بنفسه مع ربه، يتفرغ لكتاب الله –عز وجل- ويحاول أن يتفهم ما فيه، ولربما أن العبد لا يأتي عليه مثل هذا الموسم لمرض أو غيره، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- بالإضافة إلى الاعتكاف «إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر» [البخاري (2024) ومسلم (1174) من حديث عائشة رضي الله عنها] صلوات الله وسلامه عليه، وكان يخص هذه العشر بمزيد من العمل.
[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (7 /206)]
هل انتفعت بهذه الإجابة؟