الّذي سفره دائم، وله مكان معيّن هو وطنه، فإنّه
ما دام مفارقا لهذا الوطن فإنّه مسافر، ولو طالت المدّة، كأصحاب الطائرات، وأصحاب
سيّارات النقل، وما أشبه ذلك، فهؤلاء وإن دام سفرهم فما داموا مغادرين لبلادهم فهم
مسافرون، لأنهم يصدق عليهم قول الله: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ
عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ} [النساء: ١٠١]، ولهم أيضا
الفطر في رمضان؛ لأنهم مسافرون.
فإن قال قائل: إذا أذنت لهم في الفطر في رمضان فمتى يصومون؟
قلنا: يمكن أن يفطروا في رمضان
إذا كان الحر شديدا، والنهار طويلا ويقضونه إذا كان الجو باردا، والنهار قصيرا،
ويكون في هذا راحة لهم، أمّا إذا كانوا في بلدهم، فإنّه لا يجوز لهم الجمع، ولا
القصر، ولا الفطر.
[دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للشيخ ابن
عثيمين ( 14 /31)]
هل انتفعت بهذه الإجابة؟