الثلاثاء 13 شعبان 1446 هـ

تاريخ النشر : 23-11-2024

السحور سنة مؤكدة

الجواب

السحور سنة مؤكدة، والذي حث على السحور هو الذي قال الله عنه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]، فالإنسان حينما يتسحر ويكون سحوره متأخرًا عند الفجر أو قبيل الفجر، ويأكل حاجته من الطعام، يظل طوال نهار نشيطًا وقويًا، ويستطيع أن يزاول أعماله دون كلفة، ويستطيع أن يعاود الصوم دون أن يناله ضرر أو مشقة. 

أما الذي يصوم بدون سحور فهذا يظل خاويًا ومتعبًا ولا تغرب الشمس إلَّا وقد أنهكه الصيام، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أعلم بما ينفع الناس، وأعلم بمصالحهم من أنفسهم، فالسحور سنة مؤكدة؛ ولهذا في الحديث: «تَسَحَرُوا فإن في السُّحُورِ بركة» [رواه البخاري (۱۹۲۳)، ومسلم (١٠٩٥) من حديث أنس رضي الله عنه]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحْرِينَ» [رواه ابن حبان (٣٤٥/٨)، والطبراني في الأوسط (۲۸٧/٦) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما]، وقال: «عَلَيْكُمْ بِالسَّحُورِ فإنه الْغِدَاء الْمُبَارَكُ» [رواه أحمد (١٣٢/٤)، والطبراني في الكبير واللفظ له (٦٤١) من حديث المِقْدَام بن مَعْدِي كَرِبٍ]، وقال: «فَصْلُ مَا بَينَ صِيَامِنَا وَصِيَامٍ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ» [رواه مسلم (۱۰۹٦) من حديث عمرو بن العاص].

فالسحور مبارك ولو قليلًا منه، فكيف بالأكلة كاملة؟ فالأولى بالصائم أن يأكل أكلة كاملة سحورًا، حتى يظل طول نهاره نشيطًا وقويًا وغير متأثر بالصيام. 

المصدر:

[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (7 /246)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟