النبي -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُفْطِرُ على رُطَبَاتٍ قبل أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنْ لم تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ، فَإِنْ لم تَكُنْ حَسَا حَسَوَات من ماء [رواه أبو داود (۲۳٥٦)، والترمذي (٦٩٦)، وأحمد (١٦٤/٣) من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-]، وأهل المعرفة بالطب يدركون أن الإنسان بعد هذا الصيام أو الإمساك عن الطعام هذه المدة الطويلة يحتاج إلى شيء من الحلى الذي يناسب معدته، وهو من أنسب الأشياء إليه، ولذا شرع لنا أن نفطر على رطب، يعني تمر طري إن أمكن وإن لم يتيسر فعلى تمرات يعني حويل ليس بطري، وإن لم يتيسر هذا فعلى ماء، كل هذا:
أولًا: اتباعًا للسنة واقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.
وثانيًا: ما في أكل التمرات أو الرطب من المنفعة للبدن والفائدة للصائم، وهذا أمر مجرب ومعترف به عند أهل المعرفة حتى في الطب فإنهم يوافقون على هذا ويؤيدونه، والنبي -صلى الله عليه وسلم- لا يسن ولا يشرع إلَّا ما فيه عين المصلحة، ولا يخالف الطب ولا العلم شيء شرعه النبي -صلى الله عليه وسلم- بحال من الأحوال، وجميع ما شرعه النبي -صلى الله عليه وسلم- اعترف به الطب، بل إن الطب الآن لم يصل إلى اكتشاف بعض الأمور التي أمر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- أو ندب إليها، أو حث عليها، أو نهى عنها وحذر منها، لم يصل الطب في وقتنا هذا إلى إدراك حقيقة أو فائدة أو علة ما أمر به المصطفى أو نهى عنه رغم تقدم الطب.
[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (7 /258)].
هل انتفعت بهذه الإجابة؟