مثل هذا لا ينبغي له أن يفوت الفرصة؛ لأنه ما دام أنه في المملكة وقريب من البلاد المقدسة ومن مكة المكرمة، فإن عليه أن يؤدي فريضة الحج وبعد ذلك يسافر إلى أهله، وأما أنه يترك الفرصة السانحة ولا يستفيد من قربه من البيت الحرام ومن المشاعر ويضيعها، فقد لا تتاح له الفرصة مرة أخرى، وقد لا تهيأ الظروف مثل ما هيئت الآن، فالذي وضعه بهذا الشكل لا ينبغي أبدًا أن يترك هذه الفرصة، وأن يؤجل حج الفريضة أو عمرة الفرض إلى وقت آخر، لا يدري هل يتيسر له ذلك الوقت أم لا ؟ بل عليه أن يؤدي فريضة الحج وفريضة العمرة وبعد ذلك يذهب إلى أهله، وسواء ذهب بعد الحج مباشرة، أو بعد مدة، المقصود أنه لا يجوز له أن يترك الحج، وأهله يعذرونه، وهم والحمد لله من أهل الخير ويقدرون الظروف، ولو أن واحدًا منهم موجود بالمملكة وجاء موسم الحج فهل من الرأي والحكمة أن يترك الفرصة السانحة القريبة التناول وبعدئذ يذهب إلى بلده البعيد وهكذا، المقصود أن هذا يحج ويعتمر حجة الإسلام وعمرة الإسلام قبل أن يذهب إلى بلده.
[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (8 /61)].
هل انتفعت بهذه الإجابة؟