الإثنين 19 شعبان 1446 هـ

تاريخ النشر : 14-11-2024

الأكمل في صيام عاشوراء وحكم التوسعة على الأهل فيه كالعيد

الجواب

أما صيام يوم عاشوراء، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- صام عاشوراء مفردًا تسع مرات، أو عشر مرات أو أكثر من ذلك، يعني: من أول ما فُرض الصيام ثم في آخر أمره -صلى الله عليه وسلم- قال: «لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ»، يعني: مع العاشر، ولم يصم التاسع والعاشر؛ لإدراك المنيَّة له، لهذا همه حق، وداخل في السنة على قول أهل الأصول، لذلك يكون الأفضل أن يصوم التاسع والعاشر، وهذا هو الأكمل؛ لما فيه من مخالفة اليهود في إفرادهم يوم عاشوراء بالصيام، ولما فيه من زيادة صيام يوم من أيام المحرم، بعض أهل العلم قال: الأكمل أن يصوم ثلاثة أيام، وهي التاسع والعاشر والحادي عشر، ووجهوا ذلك بأنه: 
أولًا: صيام ثلاثة أيام من الشهر، وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا هريرة -رضي الله عنه- بأن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر.
وثانيًا: يقوم باليقين مع عاشوراء؛ لأنه قد يتأخر قدوم الشهر، وقد يتقدم، ولا يدري كل واحد بدخوله وخروجه فيحصل اليقين بذلك.
ثالثًا: ثَمَّ دليل فيه، وهو ما جاء في السنن، قال: «صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده»، وفي رواية: «ويومًا بعده»، فحملوه على هذا، لكن هذا -يعني: تفضيل صيام ثلاثة أيام- غير ظاهر؛ لأن جهة الاحتياط واسعة، فيكون الأفضل صيام التاسع والعاشر ومن اقتصر على صيام عاشوراء فقط، فهو كافٍ، والحديث الذي فيه معروف لديكم، وهو أنه يُكفر السنة التي قبله.  

أما الحديث الذي فيه التوسعة على العيال، فهو موضوع مكذوب، يعني: (صوموا يوم عاشوراء ووسعوا على أهليكم فيه)، أو نحو ذلك، وقد بحثه شيخ الإسلام في الرد على الرافضة في منهاج السنة، وحكم بوضعه؛ فلا يصح هذا الحديث، وإن كان قد فعل بعض السلف ذلك، يعني: وسعوا على العيال فيه لكن هذا من مخترعات الرافضة، أو من مخترعات النواصب، يعني: إما الرافضة، وإما النواصب فرحًا به مخالفة للرافضة. نسأل الله العافية والسلامة.

المصدر:

[الأجوبة والبحوث والمدارسات للشيخ صالح آل الشيخ (3 /451-452)]


هل انتفعت بهذه الإجابة؟