كلاهما موسم للعبادة، موسم ومرتع خصيب للعبادة، فسواء في ذلك العشر الأواخر من رمضان صيام وقيام وتلاوة، نسأل الله الكريم من فضله، وكذلك العشر الأوائل من ذي الحجة التي أقسم الله –عز وجل- بها حيث يقول: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْر} [الفجر: 1 - 3]، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام»، يعني: أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلَّا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء» [رواه البخاري (969) بنحو هذا اللفظ، وأخرجه بلفظه أبو داود (2438)، والترمذي (757)، وابن ماجه (1727) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما] صلوات الله وسلامه عليه، فكلاهما أيام فاضلة وليال فاضلة، والعشر الأخيرة من رمضان لها فضلها ومكانتها، وفيها ليلة القدر، والعشر الأوائل من ذي الحجة فيها يوم عرفة، وكل واحدة منهن موسم جليل، وفرصة سانحة من أكبر الخسارة ضياعها.
وبعض أهل العلم يقول: إن ليالي العشر من رمضان أفضل من ليالي العشر من ذي الحجة؛ لأن ليالي رمضان فاضلة، ولأن العشر الأخيرة بخصوصها فيها ليلة القدر، وبعضهم يقول: إن ليالي العشر من ذي الحجة أفضل؛ لأن نهار العشر الأوائل من ذي الحجة هو موسم العبادة وموسم الحج، ومن بينها أيضًا يوم عرفة الذي هو من أفضل الأيام، وعلى كل حال فالكل فاضل وموسم عظيم للمتاجرة مع الله –عز وجل- واغتنام فرصها.
[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (7 /208)]
هل انتفعت بهذه الإجابة؟