مكة المكرمة حرمها الله من حين خلق السموات والأرض، والله قد حرم مكة وحرم معها البيت الحرام فهي حرام بحرمة الله –عز وجل-، كما ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا، لكن البيت لم يثبت أن أحدًا بناه أو أقامه قبل إبراهيم وإسماعيل -عليهم الصلاة والسلام- بل الله –جل وعلا- دل إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- على موقعه، وأرشده إليه، فقام إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- ببنائه مع ابنه نبي الله إسماعيل -عليه الصلاة والسلام- فهو لم يبن قبل بناء الخليل له مع ابنه إسماعيل -عليه الصلاة والسلام- وإنما كان موجودًا من يوم خلقت السماوات والأرض، وكان حرامًا أيضًا.
وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح أنه قال يوم فتح مكة: «إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها، ولا يختلى خلاها»، فقال العباس -رضي الله عنه-: يا رسول الله، إلا الإذخر، فإنه لقينهم ولبيوتهم، قال -عليه الصلاة والسلام-: «إلَّا الإذخر» [رواه البخاري (1834)، ومسلم (1353) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما].
فمكان البيت الحرام كان موجودًا ومحرمًا يوم خلق الله السموات والأرض، وأما البيت الحرام والكعبة فلم يثبت أنها بنيت إلا على عهد الخليل عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وبمساعدة ابنه إسماعيل عليه الصلاة والسلام.
[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (8 /9-10)]
هل انتفعت بهذه الإجابة؟