الجمعة 18 رجب 1446 هـ

تاريخ النشر : 04-12-2024

أنساك الحج الثلاثة وصفة كل نسك

الجواب

الأنساك الثلاثة هي: التمتع، والقران والإفراد، وأفضلها التمتع، وصفة التمتع أن يحرم الإنسان بالعمرة في أشهر الحج وهي شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج ويفرغ منها بأن يطوف ويسعى ويقصر قبل حلول وقت الوقوف بعرفة، ثم بعد ذلك يحرم بالحج من مكانه، وهذا هو التمتع وهو أفضل الأنساك؛ لأنه أرفق بالحاج ولأنه آخر الأمرين من النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو الذي أمر به أصحابه وقال: «لو اسْتَقْبَلْتُ من أَمْرِي ما اسْتَدْبَرْتُ ما سُقْتُ الْهَدْيَ، وَلَحَلَلْتُ مع الناس حين حَلُوا» [رواه البخاري (7229)، ومسلم (1211) من حديث عائشة رضي الله عنها]، وفي لفظ: «وجعلتها عمرة» [رواه مسلم (1218) من حديث جابر رضي الله عنه]، وعلى هذا دم نسك يذبح بمنى. 

أما القِران: فهو أن يجمع بين العمرة والحج وأن يحرم بهما معًا ويجمع بينهما ويكونا كنسك واحد، وهذا أفضل لمن ساق الهدي، كحال النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن لم يكن معه هدي فالمشروع لهذا إذا وصل مكة أن يجعلها عمرة بأن يطوف طواف العمرة، ويسعى سعي العمرة، ويقصر أو يحلق إن كان ذكرًا، ويبقى حلالًا حتى يأتي وقت الإحرام بالحج ويحرم امتثالًا لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما أمر أصحابه، وهو أرفق أيضًا بالحاج كما تقدم، وإن كان معه هدي فلا يحل، بل يبقى قارنًا كحال النبي -صلى الله عليه وسلم-.

 أما الإفراد: فهو أن يفرد أعمال الحج، ولا يذكر العمرة أبدًا، فيحرم بالحج ويبقى محرمًا حتى يفرغ من أعمال الحج، فيقف بعرفة، ويدفع من مزدلفة،  ويرمي جمرة العقبة، ويحلق أو يقصر، ويطوف للحج ويسعى إن لم يكن سعى مع طواف القدوم، وهذا أيضًا إذا وصل إلى مكة وهو قد أحرم مفردًا فإن الأفضل له كالقارن إن لم يكن ساق الهدي أن يحول الإفراد إلى عمرة، وأن يطوف طواف العمرة ويسعى بين الصفا والمروة ويحلق أو يقصر ثم يحل حتى يأتي وقت الحج، وبذلك يمتثل أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا أرفق بالناس وأرفق بالحاج، وحينئذ يكون عليه دم، وإن بقي على إحرامه مفردًا فلا دم عليه، أو كان الوقت ضيقًا بأن لم يأت إلى مكة إلا متأخرًا، أو حتى لم يدخل مكة بل أحرم في اليوم التاسع أو ليلة التاسع ثم ذهب إلى عرفات رأسًا ولم يدخل مكة، فإن هذا يعتبر مفردًا للحج وليس عليه دم وليس عليه إلا طواف الحج وسعي الحج فقط.

المصدر:

[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (8 /68)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟