لابد من القضاء؛ لأنهم أكلوا قبل غروب الشمس، وغاية ما هنالك أنه لا إثم عليهم؛ لأنهم ظنوا أن الشمس غربت، ولكن تبين لهم بيقين أنها لم تغرب، ولا يُلتفت في نظري إلى من قال بخلاف ذلك، فعليهم أن يقضوا؛ لأنهم تعجلوا ولم يحتاطوا، ولأنهم أكلوا قبل غروب الشمس، وفي القرآن الكريم: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187].
وهؤلاء لم يتموا الصيام إلى الليل، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أَقْبَلَ اللَّيْلُ من هَا هُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ من هَا هُنَا، وَغَرَبَتْ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» [رواه البخاري (1954)، ومسلم (1100) من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-] ومعلوم أن الشمس لم تغرب في هذه الحادثة، فلا يفطر الصائم، ومن أفطر فعليه القضاء، ولا يعول على من قال بخلاف ذلك.
ويدخل العفو عن الإثم ضمن العفو عن النسيان، وليس العفو عن الصيام، فلابد من القضاء ولا تردد في ذلك، وفي المستقبل يجب عليهم أن يحتاطوا أكثر فأكثر.
[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (7 /287)]
هل انتفعت بهذه الإجابة؟