الأحد 23 رمضان 1446 هـ

تاريخ النشر : 21-12-2024

حكم من سعت لعمرتها وهي حائض ولم تطف في البيت . .

الجواب

بعض الناس يرتكبون الأخطاء ويذهبون بأنفسهم ويذهبون بأطفالهم ويحرمون بهم، ثم يدخلونهم في النسك، ثم لا يخرجونهم، نسأل الله العافية، كثيراً ما يقع هذا، ثم يسألون، من الذي ألزمها بالإحرام؟ لماذا لم تصبر حتى تطهر فإذا طهرت يمكنها أن تحرم؟ لو أنها أيضًا صبرت حتى طهرت في مكـة ثـم طافت وسعت في مكة لكان الموضوع أنها أحرمت بعد الميقات، وحينئذ يكون النسك صحيحًا، لكن عليها دم، لكنها أحرمت وألزمت نفسها بالنسك ثم رجعت وما زالت الآن محرمة، إذا كانت فعلت شيئًا فهي لا تزال محرمة؛ لأن الدخول في النسك اختياري، لكن الخروج منه ليس اختياريًا إلَّا بعد أداء المناسك الواجبة التي لا بد منها، مثل الطواف والسعي، أو الوقوف بعرفة، وما إلى ذلك. 

فهي الآن لا تزال محرمة، فعليها أن تذهب إلى مكة بعمرة تحرم بها ثم تطوف وتسعى للعمرة التي أحرمت منها، وبعد الفراغ من عمرتها تطوف وتسعى للعمرة الأولى، وإذا كانت متزوجة ونامت مع زوجها فعليها دم، وعليها أيضًا أشياء كثيرة تسأل عنها بعد أن تفرغ من هذا، وبعد ما تؤدي الشيء الكبير الواجب تسأل حينئذٍ، وهذا خطأ وجهل، وقد لا يكون كله جهلًا بل يكون عدم مبالاة واستخفافًا في مثل هذه الأمور، فمن الذي ألزم الناس أن يذهبوا ويحرموا ؟ ومن الذي ألزمهم أن يدخلوا في نسك ثم بعد ذلك يتلاعبون ويخرجون منه؟ في حين أن مكة ممتلئة بالعلماء والمشايخ وطلبة علم، لماذا لا يسألونهم؟ هل ينفع السعي ؟ حتى لو أنها سعت ثم بعد ذلك طافت ما نفع؛ لأنه لابد أن يكون السعي بعد الطواف، لو أنها بعد أن سعت أيضًا طهرت ثم طافت، فإن هذا السعي الذي سعته لا يعتد به كل هذا خطأ ولا يجوز.

في الحقيقة ينبغي للناس أن يتقوا الله في أنفسهم وألا يتلاعبوا ويتهاونوا في هذا، طلبة العلم والحمد لله كثيرون؛ وهناك بطاقات وكروت توزع على الناس فيها أسماء طلبة العلم الذين ربما يفتون. 

سؤال: هي سألت أحد الإخوان وأشار إليها بذلك. 

الجواب: هذا الذي أفتاها قال: أحرمي لا بأس على أساس أن تدخلي مكة بإحرام وتبقين حتى تطهرين، فإذا طهرت وأنت بمكة لا تحتاجين أن ترجعي إلى الميقات، بل تطوفين وتسعين وتقصرين وتنتهين من عمرتك، أما لو دخلت مكة بلا إحرام ثم بقيت حتى طهرت، فإن عليها أن ترجع إلى الميقات وتحرم منه، فإذا لم ترجع من الميقات وأحرمت من الحرم أو من التنعيم، فإن عليها دمًا؛ لأنها أحرمت بعد مجاوزة الميقات، ربما الذي أفتاها طالب علم لكنه لم يوضح لها، أو يمكن أنها لم تفهم، أو لم ترغب بالفهم، وربما طالب العلم يقول: أحرمي من الميقات، لكن لعلمك أنه لابد أن تبقي حتى تطهري، فإذا طهرت بمكة فتطوفين ثم تسعين. 

المصدر:

[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (8 /100-102)]


هل انتفعت بهذه الإجابة؟