الأربعاء 16 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 25-03-2020

هل يصل ثواب القراءة إلى الميت، وما حكم قراءة المحدث حدثا أصغر من المصحف ؟

الجواب
أما الأول وهو وصول ثواب القراءة إلى الميت، فإنه موضع نزاع بين العلماء، فمنهم من قال: إنه لا يصل ثوابها إلى الميت وإن نواه الإنسان؛ لأن العبادات توقيفية ولم يرد عن النبي - صلى الله علية وسلم - مثل هذا ومنهم من قال: بل هذا جائز لأنه ورد انتفاع الميت بجنس العبادات كالصدقة والحج والصوم وغيرها مثلها إذ ليس هناك نص يمنع من إيصال الثواب إلى الميت ولكن هنا مسالة أحب أن ننبه عليها وهي أن كثيرًا من الناس يحرصون على أن يجعلوا ثواب أعمالهم من قراءة أو صلاة أو صيام أو تسبيح أو تهليل وتكبير للأموات ويفعلون هذا كثيرًا وليس هذا من عادة السلف رحمهم الله، السلف نظروا إلى قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له» فصاروا يدعون لآبائهم وأمهاتهم ومن سبقهم من الناس لا أن يجعلوا لهم من أعمالهم شيئا والذي ينبغي للإنسان أن يجعل القراءة لنفسه والصلاة لنفسه والصدقة لنفسه والصوم لنفسه وأن يدعو لمن شاء من أبويه أو أحدهما وكذلك يدعو لمن يشاء من أقاربه وأصدقائه وما أشبه ذلك، أما المسألة الثانية وهي: قراءة القرآن إذا كان محدثًا حدثًا أصغرًا من المصحف فنقول له: لا بأس أن تقرأ القرآن إذا كنت محدثًا حدثًا أصغرًا، لكن بشرط أن لا تباشر المصحف بالمس بل تجعل بينك وبينه حائلاً منديلاً أو قفازًا أو ما أشبه ذلك.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟