الخميس 09 شوال 1445 | آخر تحديث قبل 2 أيام
0
المشاهدات 1001
الخط

هل مشيئة الله أزلية أم تتجدد بتجدد الزمان؟ وهل قوله تعالى : (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليَكفر) على التخيير؟

السؤال:

السؤال الخامس من الفتوى رقم(17867) قال تعالى: ﴿قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ﴾[يونس: 16]. هل مشيئة الله أزلية أم تتجدد بتجدد الزمان؟ وما حكم الإسلام في الخوض في آيات المشيئة أم تؤخذ على ظاهرها؟ وهل يؤخذ من قوله تعالى: ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾[الكهف: 29]، على الإطلاق بأن الإيمان والكفر مباح، بحجة أن الإنسان مخير وليس مسيرا؟

الجواب:

صفة المشيئة لله تعالى صفة فعلية قديمة النوع حادثة الآحاد، والواجب في آيات الصفات لله -جل وعلا- من المشيئة أو غيرها إمرارها كما جاءت من غير تعرض لكيفيتها، مع اعتقاد حقيقتها على ما يليق بالله تعالى، من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تأويل ولا تشبيه، كما قال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾[الشورى: 11]. وأما قوله تعالى: ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾[الكهف: 29]، فليس من باب التخير، وإنما هو من باب التهديد، لأن سبيل الإيمان والرشد قد استبان، وطريق الكفر قد وضح، والله -عز وجل- يعاقب من استبان له طريق الإيمان والهدى، ولم ينقد بأن يصرفه عن صراطه المستقيم، كما قال تعالى: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾[الأعراف: 146] ولهذا قال سبحانه بعد قوله: ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾[الكهف: 29]، متهددا ومتوعدا: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا﴾[الكهف: 29]. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

المصدر:

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(2/420-421) المجموعة الثانية بكر أبو زيد ... عضو عبد العزيز آل الشيخ ... عضو صالح الفوزان ... عضو عبد الله بن غديان ... عضو عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

أضف تعليقاً